الاجتهاد

Monday, October 14, 2019

تحليل قصيدة نهج البردة للشاعر أحمد شوقي

تحليل قصيدة نهج البردة
البعث و الإحياء حركة شعرية نشأت في ظل البحث عن الهوية العربية الأصيلة إبان عصر النهضة.وقد تبنت موقفا شعريا يقوم على استلهام التقاليد الفنية القديمة على مستوى البناء و اللغة و الصور و الايقاع.وقد مثل هذه الحركة شعراء من أقطاب العالم العربي كالبارودي و علال الفاسي ، محمد الحلوي و صاحب النص أحمد شوقي الذي ساهمت عوامل ذاتية في الارتباط بمدرسة البعث منها انكبابه على قراءة الشعر العربي القديم فنسج شعره على منوال القدماء رغبة منه في السير على نهجهم لأنهم يمثلون النموذج

بملاحظتنا لجملة التقديم نجد شوقي يستحضر قصيدة البردة للبصيري ليقلدها ويقتفي أثر صاحبها في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ولأن حضور القديم في شعر النهضة سمة أساسية في شعر حركة البعث و الإحياء فإن ذلك يجعلنا نفترض أن النص يمثل حركة إحياء النموذج
فماهي أبعادها أبعاده الدلالية و المعجمية؟وماهي خصائصه الفنية؟وهل تمكن شوقي من تمثيل البعت و الإحياء من خلال هذه القصيدة؟
يبدو من جملة التقديمل أن القصيدة في مدح الرسول لكن الشاعر لم يجعل من غرض المدح وحيدا بل القصيدة تتعدد مقاطعها على الشكل التالي 

المقطع الغزلي:ويخبر فيه الشاعر عن معاناته النفسية جراء حبه الشديد للمحبوبة التي عدبته بجمالها و تمنعها عليه 
المقطع التأملي:و يشير فيه الشاعر إلى غواية النفس واتباعها للشهوات و كيفية التصرف في الدنيا الخادعة مع إسدئه النصيحة لتقويمها 
المقطع المدحي:و فيه يعدد الصفات الحسنة التي تميز الرسول صلى الله عليه وسلم على مستوى خلقته و خلقه،فالأولى تشمل إشراقة الوجه بينما الثانية تتضمن الشجاعة ،الكرم،شرف النسب ،عزة النفس ،علو المرتبة،الحكمة والصبر على نوائب الدهر
المقطع التدرعي:وبه يختم الشاعر قصيدته بالتوجه إلى الله عزوجل قصد نصرة أمة صلى الله عليه و سلم و جعلها متميزة به كما كانت من قبل
نظرا لكون القصيدة تتعدد مضامينها بحسب طبيعة الأغراض الشيء الذي انعكس على بنية المعجم فجاء موزعا على الحقول الدلالية الآتية 
حقل دال على الحب و المعاناة: ريم على القاع-أحل سفك دمي-جرح الأحبة-رنا-جحدتها-السهم المصيب-كتمت السهم في كبدي-يا ويح جنبك-دي ألم 
حقل دال على غواية النفس: يا نفس-تخفي كل مبكية-يا ويلتاه لنفسي-آثار اللذات-يبقى من إساءتها-و النفس إن يدعها كم نائم لايراها-تقوم النفس-صلاح أمرك
حقل دال على المدح: محمد-صفوة الباري-سناؤه وسناه الشمس-الجرم في فلك-الضوء في علم-البحر دونك-شم الجبال-الليث دونك-الأنجم الزهر-خير الرسل-بيض الوجوه

تبدو العلاقة بين الحقول الدلالية جدلية،فالشاعر يستهل قصيدته بالحديث عن حبه لمحبوبته التي تيمته بجمالها ودلالها لكنه صرعان مايفقد إلى أن هذه الأشياء من مغريات الدنيا الخادعة ولايجب أن ينساها وراءها ولذلك يستحضر نموذج الأخلاق ليتحصن به وهو الرسول الكريم صلى الله عيه و سلم

وبانتقالنا إلى المستوى البلاغي نجد الشاعر قدم مضامين هذه القصيدة في شكل فني اعتمد فيه على منحى الشعراء القدماء في اهتمامهم الكبير بالجانب التصويري الحسي إذ إن الشاعر شوقي شكل صورته من أدوات ووسائل تقليدية  كالتشبيه في(البيت 2-16-18)و الاستعارة (البيت 5-7-13)و الكناية (البيت 21) هذا و نجد أن الصورة لها علاقة وطيدة بالمعجم فالمعجم صعب و الصورة ملتقطة من البيئة التي وظف من خلالها ذلك المعجم،وقد حققت هذه الصورة الوظيفة التزيينية الإقناعية 
أما على التركيبي فنلاحظ أن الشاعر وظف الأسلوب الخبري و الأسلوب الإنشائي،حيث وظف الخبر في المقدمة الغزلية ليضع المتلقي في الصورة.بعد ذلك انتقل إلى الأسلوب الإنشائي بواسطة النداء(البيت 5-23-18-25)الأمر(البيت 20-22-24-25)إضافة إلى الجمل الإسمية(البيت 1)والفعلية(البيت 2-4-6) ونحن نعلم أن الجمل الإسمية تحيل على الهدوء في حين الإنشاء يحيل على الهدوء بينما الفعلية تديم على الحركة و الدينامية و التحول و هذا التوظيف وهيمنة الأسلوب الإنشائي له ما يبرره فالموضوع هو المدح وليس مدح شخص عادي و إنما خير البريئة محمد صلى الله عليه و سلم 

وفي الحانب الإيقاعي نجد شوقي نطم قصيدته على تفعيلة البحر البسيط 

ريمن عللقاع بين لبان و لعلمي    أحلل سفك دمي فلأشهر الحرم
             مستفعلن|فاعلن|مستفعلن|فعلن                            متفعلن|فعلن|مستفعلن|فعلن

ظل أحمد شوقي تقليديا في شكله الخارجي إذ إلتزم بظاهرة التصريع ووحدة الوزن(بحر البسيط)والقافية(رلحرم)والروي(حرف الميم)وشوقي في هذا النص لم يستحضر النفس القديمة فقط،بل بين حنكته وتفوقه على البوصيري في السير على نهجه.وتلك سمة مميزة لحركة البعت و الإحياء 

نستخلص مما سبق أن شوقي في قصيدته نهج البردة مثل البعت و الإحياء لأنه بعث نموذج القصيدة القديمة على مستوى المضمون و الشكل،فبالنسبة للأول نجده مقلد للبوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بالتركيز على القيم الأخلاقية وعلى مستوى الشكل فقد ظل منشدا للنموذج القديم في البناء الموضوعاتي حيث توزع النص بين الغزل و المدح و في اللغة نهج شوقي من المعجم القديم بعض مفرداته أما الصور فقد كان فيها وفيا للصور التقليدية كالتشبيه و الاستعارة

تحليل قصيدة منا النبي لعبيد الله بن قيس الرقيات

 منا النبي للسارد عبيد الله بن قيس الرقيات

سياق النص
صراع بين بني أمية و قبيلة قريش التي ينتمي إليها الشاعر حول من هم أهم بالخلافة -
 مدح الشاعر مصعب بن الزبير و تحريض على بني أمية -

القراءة الملاحظة 
قراءة في احتمالات العنوان 
يوحي العنوان دلالية إلى أن الشاعر ينتمي إلى سلالة النبي عليه الصلاة و السلام 
فرضيات النص 
من خلال قراءتنا العنوان و البيت 8و19 من القصيدة نفترض أنها ستتحدث عن صراع الشاعر الذي ينتمي إلى السلالة النبوية مع قبيلة بني أمية 

القراءة الفاهمة 
أغراض القصيدة :الافتخار-المدح 
معاني القصيدة:تحسر الشاعر عن الوضعية التي آلت إليها قبائل قريش 
توجيه الشاعر خطابه لبني أمية مبرزا الأمن و السلام و الطمئنينة والوضع الذي -
ما زالت تعيش عليه قبائل قريش 
افتخار الشاعر بقومه و سيره على نهجهم -
مدح الشاعر مصعب بن الزبير و ذكر صفاته الحميدة -
حزن الشاعر على قريش وتحصره على التفرقة و إنكاره لبني أمية -

القراءة المحللة
حقل دال على الفخر :منا النبي-آمنين-يحسدنا-ثراء-حمزة منا-أسد -قوم كرم-أسد الله-الحلفاء-ملكة ملك القوة 
حقل دال على الحسرة:لو بكت-عين تبكي على قريش-فناء قريش-حبدا العيش-تفرق-أقفرت-هل يرجع ما فات-كيف نوصي

العلاقة بين الحقلين:هي علاقة ترابط إذ إن الشاعر يفتخر بماضيه و ماضي سلالته و يتحسر على ما آلت إليه من تشتتن و تفرقة

الأسماء الدالة على الجماعة:منا النبي-منكم-عنكم-أنتم-فرضينا-آمنين
الآفعال الدالة على الجماعة:رضينا-بكينا-يحسدنا-بكت علينا

الصور البلاغية 
الاستعارة:بكت علينا السماء.استعارة تشخيصية حيث أسند الشاعر صفة البكاء على السماء (أنسنة الطبيعة
التشبيه:حمزة منا أسد 
مصعب شهاببلاغة في التصويت 

التدوير:هو اشتراك العروض و الضرب في كلمة وا حدة و الغاية منه فنية يكون عفويا عند الشاعر 
مثال:البيت 19(الكلمة المشتركة)مزور

تركيب 
تحمل القصيدة قيما إسلامية تتميز بها سلالة الشاعر التي يرجع أصلها إلى سلالة النبي ,من بينها الصدق و الوفاء و الإخلاص,مادحا مصعب بن الزبير باعتباره أحد أسلاف قريش و الأحق بالخلافة ,عوض بني أمية حيث يعتبرهم الشاعر أعداءا 
استحضر الشاعر مجموعة من الأمكنة و الأسماء تحمل معاني ذات طابع تاريخي,يحاول عبرها المحاججة وإثبات أن سلالة النبي هي أحق بالخلافة مما جعل القصيدة تحمل طابعا صراعيا في عمقه سياسي